فصل: فصل في أمراض العصب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في السكتة:

السكتة تعطّل الأعضاء عن الحس والحركة لانسداد واقع في بطون الدماغ وفي مجاري الروح الحساس والمتحرك فإن تعطّلت معه آلات الحركة والتنفس أو ضعفت فلم تسهل النفس كان هناك زبد وكان ذا فترات كالاختناق أو كالغطيط فهو أصعب يدل على عجز القوة المحرّكة لأعضاء النفس.
وأصعبه أن لا يظهر النفس ولا الزبد ولا الغطيط وإن لم تعظم الآفة في التنفس ونفذ في حلقه ما يوجر ولم يخرج من الأنف فهو وإن كان أرجى من الآخر فليس يخلو من خطر عظيم.
وقد قال بقراط: إن السكتة إذا كانت قوية لم يبرأ صاحبها وإن كانت ضعيفة لم يسهل برؤه وهذا الانسداد يكون إما لانطباق وإما لامتلاء.
والانطباق هو أن يصل إلى الدماغ ما يؤلمه أو يؤذيه فيتحرّك حركة الانقباض عنه أو تكون الكيفية الواصلة إليه قابضة مكثفة لطباعها كالبرد الشديد.
وأما الامتلاء فأما أن يكون امتلاء مورماً أو يكون غير مورم.
والامتلاء المورم هو أن يحصل هناك مادة فتسدّ من جهة الامتلاء وتسدّ من جهة التمديد وهذا من أنواع السكتة الصعبة وسواء كانت المادة حارة أو كانت باردة.
والذي يكون بغير ورم- وهو الذي يكون في الأكثر- فإما أن يكون في نفس الدماغ وبقربه في مجاري الروح من الدماغ وإما أن يكون في مجاري الروح إلى الدماغ.
والذي يكون في مجاري الروح من الدماغ وفي الدماغ فإما خلط دموي ينصبّ إلى بطون الدماغ دفعة وإما خلط بلغمي- وهو الغالب الأكثري- وأما الذي يكون في مجاري الروح إلى الدماغ فذلك عندما يسدّ الشريانات والعروق من شدة الامتلاء وكثرة الدم فلا يكون للروح منفذ فلا يلبث أن يختنق ويعرض من ذلك ما يعرض عند الشدّ على العرقين السباتيين من سقوط الحس والحركة فإن مثل ذلك إذا وقع من سبب بدني فعل ذلك الفعل.
فهذه أنواع السكتة وأسبابها وربما قالوا سكتة وعنوا بها الفالج العام للشقّين جميعاً وإن كانت أعضاء البدن سليمة وربما قالوا الاسترخاء شق سكتة ذلك الشق قد جاء ذلك في كلام بقراط وقد يعرض أن يسكت الإنسان فلا يفرّق بينه وبين الميت ولا يظهر منه تنفس ولا شيء ثم أنه يعيش ويسلم وقد رأينا منهم خلقاً كثيراً كانت هذه حالهم وأولئك فإن النفس لا يظهر فيهم والنبض يسقط تمام السقوط منهم ويشبه أن يكون الحار الغريزي فيهم ليس بشديد الافتقار إلى الترويح ويفضي البخار الدخاني عنه إلى نفس كثير لما عرض له من البرد ولذلك استحبّ أن يؤخر دفن المشكل من الموتى إلى أن تستبين حاله ولا أقل من اثنتين وسبعين ساعة.
والسكتة تنحل في أكثر الأمر إلى فالج وذلك لأن الطبيعة إذا عجزت عن دفع المادة من الشقين جميعاً دفعتها إلى أقبل الشقين الموصب وأضعفهما ونفذتها في خلل المجاري مبعدة إياها عن الدماغ وبطونه.
وقد يدل على أن السدة في السكتة مشتملة على البطون إنها لو كانت في البطن المؤخّر وحده لما كان يجب أن يتعطل الحسّ في مقدّم الرأس والوجه وقد قال بقراط: من عرض له- وهو صحيح- وجع بغتة في رأسه ثم أسكت فإنه يهلك قبل السابع إلا أن يعرض به حمى فيرجى أي الحمى يرجى معها أن تنحلّ الفضلة.
واعلم أن أكثر ما تعرض السكتة تعرض لذوي الأسنان والأبدان والتدابير الرطبة وخصوصاً إذا كان هناك مع الرطوبة برد فإن عرض لحار المزاج ويابسه فالأمر صعب فإن المرض المضاد للمزاج لن يعرض إلا لعظم السبب.
وقد يكون المزاج بعيداً منه غير محتمل له وقلما تعرض سكتة عن حرارة وإذا انبسطت مادة الفالج في الجانبين أحدثت سكتة كما إذا انقبضت مادة السكتة إلى جانب أحدثت فالجاً.
وكثر سبب السكتة في البطنين المؤخرين وإذا كان مع السكتة حمّى فهناك ورم في الأكثر والذي يحوجون إلى فصد كثير لسوداوية مائهم فينتفعون بكثرة الفصد يخسرون في العقبى فيقعون في السكتة ونحوها.
الاستعداد للسكتة الدائرة: تناول الأدوية الحادة معجل لاستعجال الأخلاط المتوانية وقد ذكرنا إنذار الدوائر بالسكتة فلتقرأ من هناك.
العلامات: الفرق بين السكتة والسبات أنّ المسكوت يغطّ وتدخل نفسه آفة والمسبوت ليس كذلك والمسبوت يتدرّج من النوم الثقيل إلى السبات والمسبوت يعرض ذلك له دفعةً.
والسكتة يتقدمها في أكثر الأوقات صُداع وانتفاخ الأوداج ودُوار وسَدر وظلمةُ البَصر واختلاج في البدن كله وتريف الأسنان في النوم وكسل وثقل وكثيراً ما يكون بوله زنجارياً وأسود وفيه رسوب نشاري ونخالي.
أما ما كان عن أذى وضربة وسقطة ومشاركة عضو فتعرفه من الأصول التي تكرّرت عليك.
وأما ما كان من ورم فلا يخلوَ من حمى ما.
ومن تقدم العلامات التي ذكرناها للأورام وما كان من الدم.
فيدل عليه علامات الدم المذكورة مراراً كثيرة ويكون الوجه محمراً والعينان محمرّتين جداً وتكون الأوداج وعروق الرقبة متمدّدة ويكون العهد بالفصد بعيداً وتناول ما يولد السوداء سابقاً وأما ما كان من بلغم فيدل عليه السحنة ولون العين وبلّة الخياشيم وغير ذلك مما قيل إذا حدث بالتشنّج دوار لازم أو متكرّر فذلك ينذر بسكتة.
المعالجات: أما العلاج الكائن من أذى من خارج فهو تدبير ذلك السبب البادي والذي من مشاركة فهو تدبير العضو الذي يشاركه بما مر لك في القانون ومرّ لك في أبواب أخرى.
والذي يكون من الدم فتدبَيره الفصد في الوقت وإرسال دم كثير يفيق في الحال وبعد الفصد فيحقن بما عرفت من الحقن لينزل المادة عن الرأس ويلطف تدبيره ويقتصر به على الجلاّب وماء الشعير الرقيق وماء الجبن ويشمم ما يقوي الدماغ ولا يسخن مما قد عرفت.
وأما الكائن من البلغم فإن وجد معه علامات الدم فصد أيضاً ثم حُقن بحقن قوية وحمل شيآفات قوية يقع فيها الصموغ ومرارة البقر ثم جرع بما يسهل أن تقذفه ومن الحبوب المعتمدة في سقيهم حب الفربيون وأكب بعد ذلك على رأسه وأعضائه بالكمادات المسخنة وبالنطولات المتخذة من مياه طُبخ فيها الحشائش المسخّنة مثل الشبث والشيح والمرزنجوش وورق الأترج والمفوتنج والحاشا والزوفا وأكليل الملك والصعتر والقيسوم وبأدهان فيها قوة هذه الحشائش ودهن السذاب قد فتق فيه عاقر قرحا وجندبيدستر وجاوشير وقنة وادهن بدنه كله بزيت فيه كبريت وإن كانت الكمّادات من القرنفل والهال والبسباسة وجوزبَوا والوجّ كان صواباً وتدلك رجله بالدهن الحار المسخن والماء الحار والملح وتمرّخ الخرز بالميعة والزئبق ويجعل على أصل النخاع الخردل والسكبينج والجندبيدستر والفربيون.
ومن الأدهان الجيدة لهم دهن قثاء الحمار ودهن السذاب ودهن الاشقيل المتخذ بالزيت العتيق إما إنقاعاً للرطب فيه أربعين يوماً أو طبخاً إياه فيه بأن يؤخذ من الزيت العتيق قسط ومن الاشقيل أوقيتان يطبخ فيه حتى ينهرس وكذلك دهن العاقر قرحا على الوجهين المذكورين.
وأي دهن استعمل عليهم فأصلح ذلك بأن يخثر بالشمع حتى يقف ولا يزلق وينبغي أن يبتدأ بالأضعف من المروخات فإنّ أنجح وإلاّ زيد وانتقل الأقوى ولا بأس بعد استفراغه بالحقن وغيره من أن يقرب إلى أنفه وخصوصاً الكندس والسعوطات القوية وبالأدهان القويّة وأن تحمي الحديد وتحاذيه رؤوسهم وأن يضمّد رأسه بالضمادات المحللة التي عرفتها.
وأما إن أمكن تقيئته بريشة تدخل في حلقه ملطخة بدهن السوسن أو الزيت وخصوصاً إذا حدس أن في معدته امتلاء ويقون قد تقدمه تخمة انتفع به نفعاً شديداً.
وفي القيء فائدة أخرى فإن التهوّع وتكلف القيء يسخّن مزاج رؤوس من سكتته باردة رطبة ويجب أن تسهل رياحهم بما يخرجها فيجدون به خفاً.
وقد يبادر إلى إلقامهم ما تقدم ذكره قبل لئلا تفسد أسنانهم بعضها ببعض ويجب إذا بقوا يسيراً أن يسقوا دهن الخروع المطبوخ بماء السذاب كلّ يوم درهمين مع ماء الأصول ويدرج حتى يسقى كل يوم خمسة دراهم وإن أمكن بعد الاستفراغ أن يوجروا قدر بندقة من الترياق والمثروديطوس ومن الشليثا والأنقرديا والشجرنيا وما أشبه ذلك ومن البسيط: جندبيدستر مثقال بماء العسل والسكنجبين العسلي فعل.
وأيضاً إذا شرب منه باقلاة وشرابهم ماء العسل الساذج أو بالأفاويه بحسب الحاجة وإذا رأيت خفّاً غرغرت وعطست ووضعت المحاجم على القفا والنقرة بشرط أو بغير شرط على حسب المادة ورجحتهم في أرجوحة ثم تحمّمهم بعد ثلاثة أسابيع وتمرخهم يوم الحمّام بأدهان مسخّنة.
ومن الغراغر النافعة لهم بعد تنقية الكلية طبيخ الحاشاء والفوتنج والسعتر والزوفا ونحو ذلك في الخلّ يخلط به عسل وأيضاً ماء سلق طبخ فيه العاقر قرحا الميويزج والحاشا والسمّاق.
وأقوى من ذلك أن يؤخذ الفلافل والدارفلفل الزنجبيل والميويزج والبورق والورد والسمّاق فيُدقّ ويُعجن بميبختج ويتخذ منه شيآفات ثم تستعمل مضوغاً أو غرغرة في طبيخ الزوفا بالمصطكي.
ومما يقرب منه إذا فعل ذلك الفلفل والدارفلفل والخردل والفوتنج ومن المضوغات الفوتنج والميويزج والفلفل والمرزنجوش والخردل إفراداً ومجموعة ويخلط بها مثل الورد والسمّاق لا بدّ منه.
والوجّ مما ينفع في هذا الباب ويقوي تأثيره وينفعهم التدهين بالأدهان الحارة المقويّة للروح الذي في الأعصاب ولجوهر الأعصاب المحلّلة للفضول في التي لا عنف فيها مثل دهن السوسن وبعده دهن المرزنجوش ودهن البابونج والشبث ودهن الأذخر وخصوصاً على الرأس فإنه الذي يجب أن يعتمد عليه في أمر الرأس خصوصاً وقد أخذ قوّة من الزوفا والسعتر والفوتنج والحاشا ونحو ذلك.
وتغذية أصحاب السكتة ألطف من تغذية أصحاب والأصوب أن يقتصر بهم في الغدوات على الخبز وحده.
والخبز بالتين اليابس جيد لهم الشرب على الطعام من أضرّ الأشياء لهم وإذا أرادوا أن يتعشوا فلا بأس أن يقوموا قبله رياضة خفيفة وحرّكوا الأعضاء المسترخية تحريكاً.
وإذا تناولوه لم يناموا عليه بسرعة بل يصبرون ريث ما ينزل وينهضم انهضاماً ولا يسهرون أيضاً كثيراً فإن ذلك يُعي الدماغ ويُحلّل من الأغذية بخارات غير منهضمة لمنعه الهضم.
وقوم يستحبون لهم الشعير بالعدس والزبيب واللوز والتين من الأنقال الموافقة لهم.
والشراب الحديث لا يوافقهم لما فيه من الفضول والعتيق لما فيه من سرعة النفوذ إلى الدماغ وملئه بل أوفق الشراب لهم ما بين بين وإذا حُمَّ المسكوت فتوقف في أمره حتى ينكشف فربما كان بُحراناً.
والمهلة إلى اثنين وسبعين ساعة فإن كان ليس كذلك بل الحمّى لورم وعفونة فهو مهلك.
واعلم أن السكتة والفالج تضيق المجاري إليهما فلا تكاد الأدوية المستفرغة تستفرغ من المادة الفاعلة لها خاصة فاعلم جميع ذلك.

.الفن الثاني: أمراض العصب:

يشتمل على مقالة واحدة:

.مقالة في أمراض العصب:

.فصل في أمراض العصب:

أمّا نفس العصب فقد عرفت منشأة وتوزّعه وشكله وطبعه وتشريحه.
وأما أمراضه فاعلم أنه قد تعرض له أصناف الأمراض الثلاثة أعني المزاجية والآلية وانحلال الفرد المشترك وتظهر الآفة في أفعاله الطبيعية والحاسّة والمحرّكة.
والحركات العنيفة في إحداث علل العصب مدخل عظيم فوق ما في غيرها فإنها آلات الحركات.
والحركات العنيفة هي مثل التمديد بالحبل ورفع الشيء الثقيل وكل ما فيه تمديد قوي أو عصر وتقبيض ومأخذ الاستدلال في أحواله من أفعال الحسّ والحركة ومن الملمس في اللين والصلابة ومن مشاركة الدماغ والفقار إياه ومن الأوجاع والمواد التي تختصّ بالعصب وأكثر العلامات التي يتوصل منها إلى معرفة أحوال الدماغ من ضرّ الأفعال ومن الملمس وإذ أشكل في مرض من أمراض العصب أنه رطب أو يابس تؤمل كيفية عروضه فإنه إن كان قد عرض دفعةً لم يشك أنه رطب.
وأيضاً يعتبر انتشاف العضو للدهن فإنه إن نشفه بسرعة لم يشك أنه يابس بعد أن لا يكون العضو قد سخن سخونة غريبة.
والرياضة بعد التنقية أفضل مبدّل لمزاجه ولكل عضو بحسبه ويجب أن يبدأ بالأرفق ويتدرّج إلى ما فيه قوّة معتدلة.
وأما وجه العلاج في تنقية الأعصاب وتبديل أمزجتها فإن أكثر ما يحتاج أن يستفرغ عنه بالكلية إنما هو من المواد الباردة.
ومستفرغاتها هي الأدوية القوية مثل شحم الحنظل والخربق وخصوصاً الأبيض إذا قيء به والفربيون والأشج والسكبينج وسائر الصموغ القوية والأيارجات الكبار القوية.
ومن استفراغاتها اللطيفة الحمام اليابس والرياضة المعتدلة.
وأما مبدّلات أمزجتها فهي المذكورة في باب الدماغ وخصوصاً ما كان فيه دهنية أو كان دهناً وإذا استعملت شحوم السباع وإعكار الأدهان الحارة مثل عكر الزيت وعكر دهن الكتّان كان موافقاً لأمراض العصب الباردة وملائماً لصلابته.
ودهن القسط ودهن الحندقوقي شديد الاختصاص بالأعصاب ثم الأنطلة والعصارات بحسب الأمزجة ولكنها تحتاج أن تكون أقوى جداً وأن تبالغ في التدبير في تنفيذها بتحليل البدن وتفتيح المسام مبالغة أشدّ.

.فصل في إصلاح مزاج العصب:

وأكثر ما يحتاجون إليه من المبدّلات ما يسخن مثل ضمّاد الخردل والثافيسا وضمّاد الزيت واستعمال الزيت المطبوخ فيه الثعالب الذي نصفه في باب أوجاع المفاصل وكذلك المطبوخ فيه الضباع وينتفعون بالصمغ الصنوبري جداً.
واعلم أن أكثر أمراض العصب يقصد في علاجها فصد مؤخر الدماغ إلا ما كان في الوجه ثم بعد ذلك مبدأ العصب الذي يحرك ذلك العضو المريض عصبه.
والعصب قد يضرّ بأشياء وينتفع بأشياء قد ذكرنا كثيراً منها في ألواح الأدوية المفردة وإنما يعتبر ذلك في أحواله وأمراضه التي هي أخص به.
فالأشياء المقويّة للأعصاب من المشروبات الوج المربّى وجندبادستر ولب حب الصنوبر ودماغ الأرنب البري المشوي والاسطوخودوس خاصة.
والشربة منه كل يوم وزن درهم محبباً أو بشراب العسل.
وأوفق المياه لهم ماء المطر وتنفعهم الرياضة المعتدلة والأدهان الحارة.
والأشياء الضارة بالأعصاب الجماع الكثير المفرط والنوم على الامتلاء وشرب الماء البارد المثلوج والكثير السكر والشرب الكثير لشدة لذع الشراب ولاستحالته إلى الخلية فيبرد مع ذلك ويضرهم كل حامض نافخ ومبرّد بقوة.
والفصد الكثير يضرهم ونحن نريد أن نذكر في هذه المقالة ما كان من أمراض العصب مزاجياً أو سددياً.
وأما أورامها وقروحها فنحن نؤخّرها إلى الكتاب الرابع الذي يتلو هذا الكتاب.
واعلم أن الماء البارد يضرّ بالعصب لما يعجز عن هضم الرطوبات فيه فينقلب خاما، واعلم أن الغاريقون مقو للعصب مسخن منق جدا.